ملعب دا لوز: كاتدرائية النور في لشبونة

ملعب دا لوز: كاتدرائية النور في لشبونة

ونسيج مدينة لشبونة. كان «لوز» الأول (1954–2003) أكبر ملعب في أوروبا في ذروته، حيث وصلت سعته إلى نحو 120,000 متفرج بحلول عام 1985.

تم افتتاح «لوز القديم» في 1 ديسمبر 1954، وشهد توسعات متتالية على مدى العقود قبل إغلاقه رسميًا في 22 مارس 2003، بعد الفوز الأخير بنتيجة 2-0 على سانتا كلارا. وبالتزامن مع يورو 2004، تم بناء ملعب إستاديو دا لوز الجديد في الموقع نفسه، وافتُتح في 25 أكتوبر 2003. وفي مباراة الافتتاح، فاز بنفيكا على ناسيونال (أوروغواي) بنتيجة 2-1 (سجل نونو غوميش الهدفين) أمام رقم قياسي بلغ 65,400 متفرج.

يتميّز لوز الجديد، الذي بلغت تكلفة تصميمه €160 مليون من شركة ايتش او كي سبورت(التي تُعرف الآن باسم بوبولوس)، بالتركيز على الضوء والشفافية. مدرجاته المتموجة وأقواسه الفولاذية بارتفاع 43 مترًا تدعم سقفًا من البولي كربونات يبدو وكأنه معلّق، ما يسمح بدخول أشعة الشمس إلى أرجاء الملعب. ومع سعة أولية قُدّرت بنحو 64,600 مقعد، رفعت التوسعات الأخيرة (2024–25) الطاقة الاستيعابية إلى 68,100.

اليوم، يُعد لوز الأحمر أكبر ملعب في البرتغال، وهو ملعب من الفئة الرابعة لدى الاتحاد الأوروبي، وقد استضاف أحداثًا تاريخية، من نهائي يورو 2004 إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2020، ولا يزال جزءًا محوريًا من قصة بنفيكا.

مباريات أيقونية وليالي دوري أبطال أوروبا

بنفيكا دوري أبطال أوروبا

شهد ملعب لوز بعضًا من أكثر ليالي كرة القدم الأوروبية إثارة. فقد استضاف نهائي يورو 2004 (البرتغال 0-1 اليونان)، وكان مسرحًا لنهائي دوري أبطال أوروبا 2014 (ريال مدريد 4-1 أتلتيكو مدريد) ونهائي 2020 (بايرن ميونخ 1-0 باريس سان جيرمان).

وبين هذين النهائيين، كُتبت ليالٍ لا تُنسى لجماهير بنفيكا. من بين المباريات المثيرة مؤخرًا، لقاء دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 2024/25، حين عاد برشلونة من تأخر 3-0 ليفوز 5-4 في لوز، في مثال واضح على الطابع الدرامي للملعب. وحتى نهائيات الكؤوس المحلية والمباريات الحاسمة في الدوري بدت وكأنها مواجهات قارية، مع مدرجات تهتزّ عندما يتألق النجوم، من أوزيبيو في الستينيات إلى أبطال العصر الحديث، أمام جمهور متحمّس.

حجم لوز وتصميمه (بمدرجات شديدة الانحدار وحوض قريب من أرضية الملعب) يضاعفان الإحساس بكل لحظة، وتتردد أصداء الأهداف والفرص الضائعة في أرجاء الاستاد. باختصار، ليالي دوري أبطال أوروبا في لوز أسطورية: جمهور حماسي وكرة قدم على أعلى مستوى، تضيف فصولًا جديدة إلى إرث بنفيكا في كل زاوية من الملعب.

ثقافة الجماهير وأجواء يوم المباراة

p>يوم مباراة بنفيكا

تجلب جماهير بنفيكا، المعروفة باسم “بنفيكيانز”، شغفًا خاصًا إلى لوز. يطلق المشجعون على ناديهم لقب او غلوريوسو(«المجيد»)، ويتردد هذا اللقب في المدرجات عبر هتاف “غلوريوسو” قبل انطلاق المباراة. في أيام المباريات، يمتلئ الجو ببحر من اللون الأحمر، مع قرع الطبول والأغاني والأهازيج.

يردد المشجعون نشيد النادي والهتافات التحفيزية، بينما تُرفع التيفوهات الضخمة في مدرجات الألتراس. ويُعرف أنصار بنفيكا أيضًا باسم “ اغويسا” («النسور») و («الحمر»)، في إشارة إلى شعار النادي وألوانه. وقبيل المباراة مباشرة، تنبض التقاليد بالحياة: يحلّق نسر النادي الحي في دوائر فوق الملعب قبل أن يهبط على أرضيته، في مشهد يبعث القشعريرة في نفوس الحضور.

وكما تشير أدلة السفر، فإن الأجواء «حماسية وصاخبة للغاية»، حتى إن الزوار ينجذبون إليها بسهولة. يوم المباراة في لوز طقس جماعي بامتياز، حيث تختلط العائلات والأجيال (حتى الأطفال الصغار يمدّون أيديهم لتقبيل تمثال أوزيبيو عند المدخل)، ويظل هدير غلوريوسوهو ما يتحدث عنه المشجعون الزائرون.

تصميم الملعب، السعة والمرافق

تصميم ملعب بنفيكا

من الناحية المعمارية، يُعد لوز ملعبًا عصريًا صُمم ليُبهر داخل الملعب وخارجه. مدرجاته الأربعة المتصلة (ثلاثة مستويات رئيسية إضافة إلى مستوى السقف) تمنح المدرجات شكلًا متموّجًا، بينما يسمح السقف الشفاف المميّز (المدعوم بأقواس فولاذية بارتفاع 43 مترًا) بدخول الضوء الطبيعي إلى أرضية الملعب.

تم ترتيب المقاعد لتوفير رؤية ممتازة من جميع الزوايا؛ إذ يشير مدربو بنفيكا إلى أن المدرجات أكثر انحدارًا وأقرب إلى أرضية اللعب مقارنة بالملاعب القديمة، ما يخلق تأثير «المرجل». اليوم، يتسع لوز لـ 68,100 متفرج، ما يجعله واحدًا من أكبر الملاعب في أوروبا.

يضم الملعب 156 جناحًا تنفيذيًا، وشاشة عرض كاملة، ومرافق حديثة. نفق اللاعبين، ومناطق كبار الشخصيات، والمرافق التقنية تلبي أعلى معايير الاتحاد الأوروبي (ملعب من الفئة الرابعة).

بعيدًا عن كرة القدم، يضم مجمّع الملعب متاجر ومطاعم ومرافق ترفيهية. تحيط بالملعب منطقة تجارية (تضم مطاعم الوجبات السريعة وأماكن تناول الطعام غير الرسمية)، كما يبيع المتجر الرسمي الضخم لبنفيكا القمصان والأوشحة والتذكارات. باختصار، يقدّم لوز «عرضًا مجيدًا ومتكاملًا على أرض الملعب»، مدعومًا بتجربة ترفيه وتسوق متكاملة.

الجولات، المتحف والتذاكر، نصائح الزيارة

متحف بنفيكا

يرحّب بنفيكا بالزوّار بمجموعة من التجارب، حتى في أيام المباريات. تعمل جولات الملعب ومتحف بنفيكا تقريبًا يوميًا (عادةً من 10 صباحًا حتى 6 مساءً). تأخذك الجولة الإرشادية عبر قاعة المؤتمرات الصحفية، ونفق اللاعبين، وعلى حافة أرضية الملعب، مع التوقف في قاعات الكؤوس التي تعرض أمجاد الماضي.

يوثّق متحف كوزمي دامياو (متحف بنفيكا) تاريخ النادي من خلال عرض تفاعلي، ويقع بجوار الملعب مباشرة، وغالبًا ما تتضمن الجولة زيارة المتحف أيضًا. يمكن شراء تذاكر المباريات أو الجولات أونلاين عبر الموقع الرسمي لبنفيكا أو من شباك التذاكر المعتمدة، وينصح معظم المرشدين بالشراء المبكر لأن المباريات الشعبية تنفذ تذاكرها.

في أيام المباريات، توجد منطقة جماهيرية كبيرة خارج الملعب (في الركن الجنوبي الشرقي) تضم أكشاك طعام وموسيقى ومنتجات رسمية. يُرجى الانتباه إلى أن لوز ملعب خالٍ من الكحول، ولا يتم بيع المشروبات الكحولية داخله، لذا يفضّل المشجعون تناول مشروب أو شطيرة بيفانا من الأكشاك الخارجية قبل الدخول.

عند دخول الملعب، تُفتح بوابات المسرح قبل 20–30 دقيقة من انطلاق المباراة، ما يتيح للجماهير الاستمتاع بأجواء ما قبل اللقاء. نصيحة أخيرة: احرص على الوصول مبكرًا لاستكشاف منطقة الجماهير وتناول الطعام من شاحنات الأكل، وارتداء ألوان بنفيكا الحمراء، وإحضار نقود أو بطاقة مشحونة (المترو والبائعون متاحون).

كيفية الوصول، الفنادق القريبة والطعام

دليل السفر إلى بنفيكا

يمكن الوصول إلى لوز بسهولة عبر شبكة مترو وحافلات لشبونة. يخدم الخط الأزرق المنطقة، وأقرب المحطات هي الكلية العسكرية/الضوء (حوالي 5 دقائق سيرًا إلى الملعب) وميلز هيل (حوالي 7 دقائق). في أيام المباريات، تعمل حافلات إضافية (خصوصًا حافلات Carris من وسط المدينة) وقطارات المترو بوتيرة متقاربة.

بعد المباراة، يُنصح بالخروج باتجاه إحدى محطتي المترو (ميلز هيل من جهة والكلية العسكرية/الضوء من الجهة الأخرى) لتجنّب الازدحام. وإذا كنت تقود السيارة، انتبه إلى أن مركز كولومبو التجاري الكبير (بجوار محطة الكلية العسكرية/الضوء وعلى بُعد 0.2 ميل من الملعب) يستوعب مواقف إضافية، لكن يُفضَّل عمومًا استخدام النقل العام.

بالنسبة للإقامة، تضم منطقة بنفيكا عدة فنادق. الأقرب هو في ليسبون برايم ريزيدنسز إلى جانب بعض بيوت الضيافة المحلية. وعلى مسافة قصيرة بالسيارة توجد فنادق أكبر، مثل فندق الماريوت أربع نجوم) على بُعد نحو 1.8 ميل، وفندق كورينسيا لشبونة الفاخر على بُعد حوالي 2.3 ميل. كما يضم مركز كولومبو القريب (0.2 ميل) خيارات اقتصادية ويُعد علامة مميزة للمنطقة.

أما الطعام، فيوفّر حي ميلز هيل أكشاكًا ومقاهي سريعة. وفي يوم المباراة، ينتشر سوق من شاحنات الطعام التي تبيع أطباقًا برتغالية مفضلة مثل بيفانا(شطيرة لحم الخنزير بالثوم)، بريغو (شطيرة اللحم)، ساكاروش (الهوت دوغ) والبرغر.

توجد مطاعم برتغالية تقليدية (تقدّم أطباق باكالهو أو سمك القد المشوي، إضافة إلى باستيلارياس للحلويات) على بُعد مسافة قصيرة سيرًا من الملعب. تذكّر تذوّق المأكولات المحلية قبل الدخول إلى لوز، إذ إن خيارات الطعام داخل الملعب محدودة (ولا يتم بيع البيرة داخله).

التطورات الأخيرة والمستقبل

مستقبل ملعب بنفيكا

إستاديو دا لوز ليس ملعبًا ثابتًا. ففي موسم 2024/25، قام بنفيكا بتوسيع المدرجات بإضافة صفوف إضافية لذوي الإعاقة، لترتفع السعة إلى 68,100. والأكثر طموحًا، في عام 2025 كلّف النادي شركة Populous (مصممة الملعب) بوضع مخطط رئيسي شامل لمنطقة لوز بأكملها.

يهدف مشروع إعادة التطوير المقترح (المخطط أن يكون جاهزًا للأحداث الكبرى المستقبلية مثل كأس العالم 2030) إلى تحديث الواجهة بإضاءة LED قابلة للبرمجة، وإضافة مرافق جديدة: صالة داخلية تتسع لـ 10,000 مقعد، وقاعات رياضية إضافية، ومسبح مجتمعي، وملاعب تدريب على الأسطح، وحتى مسرح/مساحة للفعاليات.

كما يجري تصوّر إنشاء ساحة جماهيرية كبيرة أمام المدرج الرئيسي (مع نقل تمثال أوزيبيو إلى هناك)، تضم مقاهي ومتاجر ومنصات للتجمعات في أيام المباريات.

تهدف هذه الخطط إلى دمج لوز في الحياة الحضرية لشبونة على مدار العام. باختصار، يواصل معقل غلوريوسو التطور، جامعًا بين تاريخه العريق ومستقبل طموح كأحد أبرز مجمّعات الملاعب في أوروبا.

يمكنك الآن حجز تذاكر أصلية ومضمونة 100% لمشاهدة بنفيكا وغيرها من فرق الدوري البرتغالي عبر موقع وان بوكس أوفيس.

Loading…