دليل إلى الملعب المؤقت لنادي برشلونة: ملعب لويس كومبانيس الأولومبي

دليل إلى الملعب المؤقت لنادي برشلونة: ملعب لويس كومبانيس الأولومبي

الملعب التاريخي لويس كومبانيس الأولومبي على تل مونتجويك، بواجهته الأصلية التي تعود لعام 1929 والمحفوظة حتى اليوم. استضاف هذا الملعب مراسم افتتاح أولمبياد 1992، وهو اليوم مزيَّن بألوان برشلونة ليكون موطنه المؤقت.

يُعد ملعب لويس كومبانيس الأولومبي (ملعب مونتجويك الأولمبي) مَعلمًا رياضيًا تاريخيًا في برشلونة وأصبح اليوم الملعب المؤقت للنادي خلال فترة تجديد كامب نو. بُني عام 1929 للمعرض الدولي العالمي، ثم أُعيد تجديده استعدادًا لأولمبياد 1992، ليجمع الآن مشجعي برشلونة القادمين من كل مكان في مزيج فريد من التاريخ الرياضي والاطلالات الساحرة على المدينة. في هذا الدليل السياحي، نستعرض تاريخ الملعب الغني، وما ينتظرك في يوم المباراة، وكيف تصل إليه كمشجع زائر.

1.ملعب يحمل التاريخ الأولمبي

شُيِّد الملعب الأولمبي في الأصل من أجل المعرض الدولي لعام 1929، وهو حدث عالمي وضع برشلونة على الخريطة الدولية. افتُتح رسميًا في 20 مايو 1929 بمهرجان كبير تخلله مباراة رجبي بين إسبانيا وإيطاليا، ومباراة كرة قدم جمعت منتخب كاتالونيا بفريق بولتون واندررز الإنجليزي.

كان الهدف منذ البداية أن يكون هذا الملعب موقعًا أولمبيًا؛ فقد ترشحت برشلونة لاستضافة أولمبياد 1936 لكنها لم تنجح، بل كان من المخطط إقامة "الأولمبياد الشعبي" في صيف 1936 كبديل عن أولمبياد برلين. إلا أن هذه الخطط توقفت مع اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية، حين تحوّل الملعب إلى ملجأ إنساني يؤوي اللاجئين، ثم استخدم مجددًا لإيواء المتضررين من فيضانات برشلونة المدمرة عامي 1957-1958.

في عهد فرانكو، قلّ النشاط الرياضي في الملعب، واستُخدم لأغراض غير رياضية مثل امتحانات رخص القيادة والاحتفالات الدينية. ومع ذلك، لم تخمد "الحلم الأولمبي" مونتجويك؛ ففي عام 1955 استضاف الملعب دورة الألعاب المتوسطية، لتبقى روحه الأولمبية حيّة.

وفي النهاية، تحقق حلم برشلونة حين فازت المدينة بحق استضافة أولمبياد 1992 الصيفية بعد أربع محاولات متتالية.

بعد عام 1992، ظل ملعب مونتجويك متعدد الاستخدامات واكتسب اسمًا جديدًا رسميًا في عام 2001 تكريمًا لـ لويس كومبانيس، رئيس حكومة كاتالونيا في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي أُعدم في عهد فرانكو.

ومنذ ذلك الحين، استضاف الملعب أكثر من ألف فعالية، من بطولات ألعاب القوى الأوروبية إلى حفلات ضخمة لفنانين عالميين مثل مايكل جاكسون، ذا رولينغ ستونز، بيونسيه، كولدبلاي وغيرهم. كما أصبح مقرًا مؤقتًا لفريق إسبانيول بين عامي 1997 و2009، ولـ فريق برشلونة دراغونز لكرة القدم الأمريكية خلال التسعينيات. كل هذه الفصول المختلفة صنعت من مونتجويك أكثر من مجرد أثر أولمبي، بل رمزًا متجددًا للتاريخ الرياضي لبرشلونة.

2.موطن برشلونة المؤقت (2023 – الحاضر)

اليوم، يتشرف ملعب لويس كومبانيس الأولومبي بأن يكون الملعب المؤقت لنادي برشلونة خلال تجديد كامب نو. انتقل الفريق إلى هنا مع بداية موسم 2023/24، وسيستمر في اللعب حتى جزء من موسم 2024/25.

تُعد هذه الفترة فريدة في تاريخ النادي، إذ انتقل من معقله الأسطوري الذي يتسع لـ99 ألف متفرج إلى ملعب أصغر على تلة تطل على المدينة.

يستوعب الملعب نحو 55 ألف متفرج في مباريات برشلونة، وتحيط به مضمار ألعاب القوى كإرث من تصميمه الأولمبي. تمت إضافة تحسينات مؤقتة مثل الإضاءة الجديدة، ومناطق كبار الشخصيات، وتقنيات الفيديو لتلبية معايير الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. كما أُعيد تأهيل أرضية الملعب وأنظمة التصريف، وتحديث مناطق الإعلام والضيافة، وتركيب شاشات عرض عملاقة.

3. ما الذي تتوقعه في يوم المباراة؟

على عكس كامب نو الواقع في قلب المدينة، فإن مونتجويك يقع على تل خضراء تحيط بها الحدائق، مما يمنحه طابعًا مختلفًا. توجد منافذ بيع المأكولات والمشروبات داخل الملعب، لكن المنطقة المحيطة لا تحتوي على العديد من المطاعم أو الحانات.

يتجمع الكثير من المشجعين في وسط المدينة أو ساحة إسبانيا قبل التوجه إلى الملعب. من الأفضل الوصول مبكرًا لأن الصعود إلى التل يتطلب وقتًا سواء بالحافلات أو سيرًا على الأقدام.

عند وصولك إلى المجمع الأولمبي، خذ لحظة لاستيعاب الأجواء التاريخية: برج الشعلة الأولمبية، الساحة الواسعة، وقاعة بالاو سانت خوردي المجاورة كلها تضيف إلى تجربة المكان. أنت الآن تسير في مكان شهد أبطال الأولمبياد واحتفال برشلونة بعصرها الذهبي عام 1992.

4.الوصول إلى ملعب مونتجويك

رغم قرب التل من مركز المدينة، إلا أن موقعه المرتفع يجعل التخطيط المسبق للوصول أمرًا مهمًا.

1. المترو + الحافلة المجانية (في أيام المباريات):

أسهل الطرق هي ركوب المترو الى Plaça d’Espanya (الخط الأحمر L1 أو الأخضر L3)، حيث توفر برشلونة حافلات مجانية تنقل المشجعين إلى أعلى التل. تعمل هذه الحافلات قبل ساعتين من انطلاق المباراة وحتى بعد نهايتها، وتتحرك كل بضع دقائق. الرحلة تستغرق حوالي 15-20 دقيقة.

2. المترو + القطار الجبلي (في الأيام العادية):

يمكنك ركوب القطار الجبلي مونتجويك من محطة Paral·lel (الخطين L2 أو L3) والذي يصعد التل في بضع دقائق. عند الوصول، تحتاج إلى 15-20 دقيقة سيرًا على الأقدام للوصول إلى الملعب عبر الحدائق. الطريق ممتع لكن صعودي، لذا ارتدِ حذاءً مريحًا.

3. الحافلات العامة:

الحافلة رقم 150 من Plaça d’Espanya تصل مباشرة إلى محطة “Estadi Olímpic”، بينما خط 55 من شارع Paral·lel يمر أيضًا بجانب الملعب. قد تكون مزدحمة في أيام المباريات لكنها خيار مناسب في الأيام العادية.

4. سيارات الأجرة أو تطبيقات النقل:

تستغرق الرحلة حوالي 10-15 دقيقة من وسط المدينة، لكن في أيام المباريات قد يتم إغلاق الطرق العليا، لذلك يُنزل السائق الركاب عند ساحة إسبانيا أو أسفل التل.

5. السير أو ركوب الدراجة:

يمكنك المشي من Plaça d’Espanya إلى الملعب في حوالي 25-30 دقيقة صعودًا. المنظر أثناء الصعود رائع، خاصة على طول شارع Maria Cristina. توجد أيضًا مسارات مخصصة للدراجات وحتى طريق جديد للدراجات الكهربائية.

5.نصائح لزيارة ملعب مونتجويك

  • تحضير للطقس: الملعب مفتوح وعلى ارتفاع أعلى، لذلك قد يكون الجو أبرد أو أكثر نسيمًا، خصوصًا في المساء. أما في المباريات النهارية، فاحمِ نفسك من الشمس.
  • الوصول المبكر: لتجنّب الزحام، حاول أن تصل قبل المباراة بساعة على الأقل. يمكنك التجول في المتنزه الأولمبي والتقاط صور عند برج الاتصالات كالاترافا أو شعلة الأولمبياد.
  • زيارة متحف الألعاب الأولمبية: بجانب الملعب يوجد متحف خوان أنطونيو سامارانش الأولمبي والرياضي، حيث يمكنك التعرف على إرث برشلونة الأولمبي.
  • المأكولات والمرافق: توجد أكشاك بيع مأكولات ومشروبات داخل الملعب، لكن المنطقة المحيطة فقيرة بالمطاعم، لذا يُفضل تناول الطعام في حي بوبلي سيك أو ساحة إسبانيا قبل الصعود.
  • احترام الإرث: الملعب ليس مجرد ساحة كرة قدم، بل جزء من تاريخ كتالونيا. لاحظ اللوحة التذكارية لـ لويس كومبانيس وبوابة الماراثون الشمالية ذات الطراز الأصلي لعام 1929.

ختام

بالنسبة لمشجعي برشلونة القادمين إلى الملعب الأولمبي في مونتجويك، في التجربة لا تُنسى. ستشاهد فريقك في مكان يجمع بين ماضي برشلونة وحاضرها — من المعرض العالمي عام 1929، إلى أمجاد أولمبياد 1992، إلى حقبة البارسا الحالية.

وعندما يعود الفريق إلى كامب نو الجديد، ستبقى لك ذكرى فريدة لأنك كنت جزءًا من فصل من فصول تاريخ هذا الملعب العظيم. استمتع بالمباراة، والمنظر، والأجواء التاريخية.

يمكنك حجز تذاكر أصلية ومضمونة بنسبة 100٪ لمباريات كرة القدم عبر موقع ون بوكس اوفيس.

Loading…