15 October 2025
افتتح ملعب سانتياغو برنابيو عام 1947، وكان منذ ذلك الحين واحدًا من أعظم معاقل كرة القدم في العالم. وبعد عملية تطوير استمرت لعدة سنوات، تحول هذا المعلم التاريخي إلى ملعب عصري متكامل للقرن الحادي والعشرين، مع الحفاظ في الوقت نفسه على هويته الأساسية. أصبح البرنابيو الجديد قلعة حصينة في مباريات الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، وليالي دوري أبطال أوروبا. وفي الكلاسيكو القادم، سيكون ملعب سانتياغو برنابيو اللاعب رقم 12 لريال مدريد، ولن يكون الفوز فيها أمرًا سهلاً لبرشلونة. فيما يلي نظرة معمّقة على التصميم الجديد للملعب وميزاته المبتكرة، ولماذا أصبح كل مقعد فيه تجربة فاخرة بحد ذاته.
قاد عملية إعادة تصميم الملعب المكتب الألماني GMP Architekten بالتعاون مع شركتي L35 وRibas & Ribas الاسبانيتين، والذين فازوا بمسابقة عام 2014 لتجديد البرنابيو. يلتف حول المبنى الآن غلاف معدني مذهل مكوَّن من شرائح فولاذية منحنية من الفولاذ المقاوم للصدأ، يمنح البرنابيو مظهرًا مستقبليًا جريئًا. هذه الشرائح ليست للزينة فحسب، بل تسمح بمرور الهواء الطبيعي داخل الملعب و تعمل كواجهة لعرض تأثيرات الإضاءة الديناميكية بتقنية LED، بل يمكنها عرض صور وألوان ومقاطع فيديو أثناء الفعاليات الليلية، مما يحوّل مظهر الملعب بالكامل. من بعيد، يتلألأ الغلاف المعدني كجوهرة تعكس ضوء شمس مدريد، مثبتًا مكانة الملعب كأحد معالم المدينة الحديثة.
احتفظ المشروع بالبنية الأساسية في قلب مدريد، لكنه أضاف تغييرات إنشائية ضخمة. أبرزها السقف القابل للطي الذي يغطي الملعب بالكامل، مدعوم بعوارض فولاذية عملاقة تمتد عبره. يمكن إغلاق السقف كليًا لحماية الشعب والجماهير من العوامل الجوية، مما يسمح بإقامة الفعاليات في أي طقس ويزيد من حدة الأصوات الجماهيرية. يحتوي الإطار الداخلي للسقف على شاشة فيديو بانورامية دائرية بزاوية 360 درجة، كما تسمح ألواحه الشفافة بدخول ضوء النهار حتى عند الإغلاق. بهذا الدمج بين الجمال والوظيفة، أصبح البرنابيو الجديد مزيجًا من الحداثة والمرونة، صالحًا لاستضافة كل شيء من المباريات إلى الحفلات والمؤتمرات طوال العام.
يمنح السقف القابل للطي ريال مدريد أفضلية تكتيكية وبيئية، إذ يمكن التحكم بدرجة الحرارة والصوت جودة العشب، مما يساعد الفريق على الحفاظ على أسلوب لعبه الدقيق والسريع. كما يُضخّم السقف من أصوات الجماهير، ليخلق أجواء مرعبة للخصوم. في مباراة الفوز 2-1 على خيتافي في سبتمبر 2023، ساعد السقف المغلق الفريق على الحفاظ على الإيقاع رغم المطر، ومهّد الطريق لهدف بيلينجهام في الدقيقة 95.
على الرغم من كل الإضافات، ظلّت السعة الإجمالية للملعب ما بين 81,000 إلى 84,000 متفرج تقريبًا، ولكن كل مقعد أصبح الآن أكثر راحة وتطورًا. أعيد تصميم المدرجات لتوفير رؤية مثالية دون أي عوائق، وزيدت المسافات بين المقاعد مع تحسين نظام التهوية وتجديد المرافق العامة. ومن المزايا الجديدة نظام تدفئة مدمج تحت المقاعد للحفاظ على دفء المشجعين في الليالي الباردة – وهي رفاهية كانت سابقًا حكرًا على مقاعد كبار الشخصيات فقط. كما أضيفت عوازل صوتية لتحسين جودة الصوت داخل المدرجات.
توسعت أيضًا مساحات الضيافة الفاخرة بشكل كبير. تمت إضافة طابق جديد يضم أكثر من 240 جناحًا وصالة لكبار الشخصيات، توفر حوالي 1,600 مقعد فاخر إضافي. ومع ذلك، حتى المقاعد العادية أصبحت أكثر اتساعًا وراحة، لتمنح كل مشجع شعورًا بأنه في مقعد كبار الشخصيات.
من أبرز ابتكارات البرنابيو الجديد نظام العشب القابل للسحب، وهو إنجاز هندسي فريد. يمكن تفكيك أرضية الملعب الطبيعية وتخزينها في غرفة ضخمة تحت الأرض عندما لا تُستخدم، مما يسمح بتحويل أرضية الملعب إلى مساحة للحفلات والفعاليات دون الإضرار بالعشب. تنقسم الأرضية إلى ستة مقاطع أفقية ضخمة يتم إنزالها إلى حجرة تحت الجهة الجنوبية للملعب، كل منها مجهزة بإضاءة LED، وأنظمة ري وتهوية متطورة للحفاظ على صحة العشب.
يُعد ملعب سانتياغو برنابيو من أكثر الملاعب تقدمًا تقنيًا في العالم اليوم. أبرز ما فيه هو شاشة LED دائرية بزاوية 360 درجة تحيط بحافة السقف الداخلية، تعرض الإحصائيات والإعادات الحية والمؤثرات البصرية. إلى جانبها نظام صوتي مذهل قادر على تقديم جودة حفلات موسيقية أثناء المباريات.
تمت ترقية الاتصال داخل الملعب ليغطي بالكامل بشبكة 5G، ما يتيح للمشجعين مشاهدة الإعادات بزوايا متعددة على هواتفهم وطلب الطعام والهدايا من مقاعدهم. كما تم تطبيق أنظمة دخول رقمية وتذاكر بيومترية باستخدام التعرف على الوجه لتقليل الازدحام ومنع التزوير.
يريد ريال مدريد تحويل البرنابيو إلى وجهة مفتوحة على مدار 365 يومًا في السنة، وليس فقط خلال المباريات. لذا أضيف متحف ريال مدريد الموسّع المليء بالتجارب التفاعلية والواقع المعزز، حيث يمكن للمشجعين مشاهدة الكؤوس الأوروبية عن قرب واستعادة أمجاد الفريق عبر العصور.
تم أيضًا إنشاء ممشى بانورامي “Skywalk” على حافة الملعب العليا، يتيح للزوار إطلالة مذهلة على أرض الملعب ومدينة مدريد.
وبجوار المتحف افتُتح المتجر الرسمي الضخم المكون من طابقين، وهو مليء بجميع منتجات النادي الرسمية من القمصان المخصصة إلى التذكارات الحصرية. كما أضيفت مطاعم ومقاهٍ ومساحات ترفيهية جديدة حول الملعب، ليصبح وجهة عامة مفتوحة حتى في غير أيام المباريات.
يقدّم النادي جولات رسمية تسمح للمشجعين باكتشاف مناطق خاصة مثل:
يتحوّل البرنابيو الجديد أيضًا إلى مركز ترفيهي راقٍ يضم مطاعم راقية مثل:
كما سيُفتتح قريبًا أكبر فرع لستاربكس في إسبانيا داخل البرنابيو، بالإضافة إلى سوق طعام ضخم (Bernabéu Market) يضم أكثر من 25 مطعمًا ومقهى. أما السطح فسيضم Sky Bar يقدم إطلالات بانورامية مذهلة على المدينة والملعب.
لم يكن الهدف مجرد تحسين الملعب، بل إعادة تعريف مفهوم ملعب كرة القدم الحديث. اختار ريال مدريد تحديث منزله التاريخي بدلًا من بناء ملعب جديد، جامعًا بين إرث يمتد لأكثر من 75 عامًا وابتكارات معمارية متطورة. النتيجة: ملعب يجسد الشعار الأبدي للنادي — “الطموح نحو القمة”.
يُعد البرنابيو اليوم رمزًا عالميًا للحداثة والفخامة، قادرًا على استضافة نهائيات دوري الأبطال وحتى مباريات الـNFL الأمريكية. وفي السنوات القادمة، سيبقى هذا الملعب قلعةً حقيقيةً لريال مدريد في أيام المباريات، ومعلمًا سياحيًا يجب زيارته لعشاق كرة القدم من كل أنحاء العالم.
هل تتطلع لتجربة ليلة من ليالي دوري الأبطال في سانتياغو برنابيو عندما يستضيف ريال مدريد فريق يوفنتوس؟
يمكنك حجز تذاكر مباريات ريال مدريد عبر موقع ون بوكس اوفيس الموثوق للحصول على تذاكر أصلية ومضمونة.