16 October 2025
نادي سبورتنج لشبونة ليس مجرد نادٍ متوّج بالألقاب في البرتغال، بل هو ظاهرة اجتماعية. يملك النسور (بنفيكا) ما يُقدّر بنحو 14 مليون مشجع حول العالم، وقد احتفظ لسنواتٍ برقمٍ قياسي عالمي في عدد الأعضاء المسجلين. وتشير أبحاث الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن بنفيكا هو الأكثر دعمًا في البرتغال، حيث يُعد نحو 47٪ من جماهير كرة القدم البرتغالية بنفيكيين. هذا الانتشار الهائل يعكس ثقافة جماهيرية تتمحور حول القيم المجتمعية والفخر بالتاريخ والهوية اللغوية البرتغالية العالمية.

من مدرجات ملعب النور الى المنازل حول العالم، يعيش مشجعو بنفيكا، المعروفون باسم "بنفيكيستا"، لناديهم ويتنفسون عشقه.
في أيام الدوري البرتغالي، تتحول المباريات إلى طقوس مقدسة: قبل انطلاق المباراة، يحلق النسر الحي "آغويا فيتوريا" فوق الملعب ليحطّ غالبًا على شعار النادي، في مشهد فريد يرمز إلى روح الفريق القتالية. كما يصدح الملعب بأغنية النادي الخالدة "سير بنفيكيستا" التي تُغنّى جماعيًا قبل كل مباراة، مؤكدين على أصول النادي المتواضعة وانتمائه الطبقي الكادح، ليكون تشجيع بنفيكا أسلوب حياة وليس مجرد ولاء رياضي.
ثقافة المشجعين تشمل أيضًا مجموعات الألتراس والأندية الاجتماعية المنتشرة عالميًا.
مثل "ديابوس فيرميلوس" (الشياطين الحمر) و**"نو نيم بويز" الذين يقودون الهتافات والعروض البصرية، بينما تنتشر "كاساس دو بنفيكا" كأندية جماهيرية رسمية في أنحاء العالم، حيث تجاوز عددها 220 نادياً بحلول عام 2015، بما في ذلك فروع في مناطق ناطقة بالبرتغالية مثل ماكاو وأنغولا والبرازيل.
هذه المراكز تمكّن الجاليات البرتغالية من الاجتماع ومتابعة المباريات وشراء منتجات النادي والحفاظ على هويتهم.
يروي التاريخ كيف شارك المشجعون في بناء ملعب النور الأصلي في خمسينيات القرن الماضي حين دعا الرئيس خواكيم بوجالهو الجماهير للتبرع بالإسمنت، فاستجابوا بـ 900 ألف طن، مما جعل الاستاد رمزًا لتلاحم الجماهير والنادي.
وفي عام 2005، ارتفع عدد الأعضاء المسجلين من نحو 95 ألفًا إلى 160 ألفًا خلال عامٍ واحد، مسجّلًا رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس.
أبرز الطقوس الجماهيرية:
هذه الطقوس تجعل من حضور مباراة لبنفيكا تجربةً غامرة ومشاركة جماعية في هويةٍ موحّدة.

تعود بدايات النادي إلى عام 1904 في لشبونة باسم "سبورتنج لشبونة"، وقد تأسس من قبل عمّال وأبناء الطبقة الكادحة، مما أكسبه هوية شعبية مبكرة.
مع دمج اسم "بنفيكا" عام 1908، بدأ النادي في تحقيق البطولات، وحصد أول لقب وطني في 1936، ما عزز مكانته.
في الستينيات، ومع المدرب بيلا غوتسمان، دخل النادي ذروته الذهبية بفوزه بدوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين (1961 و1962)، ليصبح أول نادٍ برتغالي يحقق ذلك، مما رفع سمعته دوليًا وجعل جماهيره حول العالم تعتبره "ديانة".
لاحقًا، واصل الرؤساء المتعاقبون تطوير قاعدة الجماهير عالميًا، ليصل عدد الأعضاء في 2006 إلى أكثر من 160 ألف عضو مسجل، وهو رقم قياسي عالمي آنذاك.
شعار النادي من الكثرة إلى الوحدة يجسد روح التنوع والوحدة التي تجمع ملايين المشجعين تحت راية واحدة.

كل هذه الأرقام تؤكد أن بنفيكا ليس مجرد نادٍ محلي بل حركة جماهيرية عالمية تتجاوز حدود البرتغال.

شعارهم الخالد ليس مجرد نقشٍ على الشعار، بل فلسفة حياة لجماهير ترى نفسها كجسدٍ واحد.

منذ قدوم جوزيه مورينيو إلى تدريب بنفيكا، تطور الأداء التكتيكي للفريق، وأصبح أكثر تنظيمًا وثباتًا.
ورغم البداية القوية، يبقى التحدي في الحفاظ على العمق والجاهزية لتحقيق النجاحات الأوروبية.
مورينيو يجلب معه الإثارة والإقبال الجماهيري، مما يرفع مبيعات التذاكر والقمصان والرعاية الإعلامية، لكن النجاح المستدام سيعتمد على النتائج في البطولات المحلية والأوروبية.
إن قاعدة جماهير بنفيكا الضخمة هي نتاج أكثر من قرنٍ من الثقافة والنجاح الرياضي والانتماء الاجتماعي.
حوّل النادي جذوره الشعبية إلى قوة عالمية، وابتكر رموزًا خالدة كالنسر والأغنية وبيوت بنفيكا لتعزيز الهوية.
بأرقامٍ قياسية (400 ألف عضو و14 مليون مشجع)، يظل بنفيكا النادي الأكثر شعبية في العالم من حيث الانتماء الجماهيري. لكن ما يميزه حقًا هو روح "البنفيكيستا": الفخر، الوحدة، والانتماء العميق لنادٍ يمثل المجد والتاريخ والعاطفة.
من لشبونة إلى لواندا ونيوآرك، يظل شعارهم واحدًا نحن جميعًا بنفيكيستا
يمكنك الآن حجز تذاكر أصلية ومضمونة بنسبة 100٪ لمباراة نيوكاسل يونايتد ضد إس إل بنفيكا في ملعب سانت جيمس بارك، ومباراة بنفيكا ضد إف سي أروكا في الدوري البرتغالي عبر موقع ون بوكس اوفيس