معاينة مباراة إنجلترا ضد صربيا: الأسود الثلاثة تتطلع إلى مواصلة انتصاراتها، بينما يسعى النسور إلى الخلاص

معاينة مباراة إنجلترا ضد صربيا: الأسود الثلاثة تتطلع إلى مواصلة انتصاراتها، بينما يسعى النسور إلى الخلاص

في 9 سبتمبر، دمّرت إنجلترا منتخب صربيا في عقر داره، بفوز ساحق 5-0، حيث سجّل كل من هاري كين، مورغان روجرز، إزري كونسا، مارك غيهي وماركوس راشفورد. وبينما عاد منتخب إنجلترا إلى الديار بمعنويات مرتفعة، كانت ليلة للنسيان بالنسبة لـصربيا، التي أصبحت آمالها في التأهل إلى كأس العالم FIFA مهددة.

الليلة، يستضيف المنتخب الإنجليزي—الذي تأهّل بالفعل—مباراة الإياب على أرضه في ملعب ويمبلي، في واحدة من أهم المباريات بالنسبة لصربيا، التي تدخل المواجهة تحت قيادة مدربها الجديد فيليكو باونوفيتش. النسور يحتاجون إلى تحقيق نقطة واحدة على الأقل لإبقاء آمال التأهل قائمة.

خصوصاً أن الخصم التاريخي لصربيا على مستوى القارة، ألبانيا، يحتل المركز الثاني في المجموعة K فوق النسور، وبفارق ثلاث نقاط. كما أن ألبانيا تلعب الليلة أمام أندورا، والنتيجة الأكثر توقعاً هي فوز منتخب سيلفينيو، مما يزيد الضغط على باونوفيتش.

ولكن المهمة لن تكون سهلة، إذ أصرّ مدرب إنجلترا، توماس توخيل، على عدم إجراء أي تجارب، بهدف “البناء والاستمرار”، موجهاً تحذيراً قوياً لباونوفيتش، الذي تمت إقالته مؤخراً من تدريب ريال أوفييدو بعد بداية ضعيفة في موسم لا ليغا 2025/26.

النتائج الأخيرة

تصفيات كأس العالم (آخر 5 مباريات):

إنجلترا -

  • 3-0 فوز على لاتفيا
  • 1-0 فوز على أندورا
  • 2-0 فوز على أندورا
  • 5-0 فوز على صربيا
  • 5-0 فوز على لاتفيا

صربيا -

  • 3-0 فوز على أندورا
  • 1-0 فوز على لاتفيا
  • 5-0 خسارة أمام إنجلترا
  • 1-0 خسارة أمام ألبانيا
  • 3-1 فوز على أندورا

يدخل منتخب إنجلترا هذه المباراة على أرضه بعد فوزه في جميع مباريات التصفيات الست، بما في ذلك فوزه الساحق 5-0 على صربيا قبل أكثر من شهرين بقليل. والأكثر إثارة للإعجاب أن فريق توخيل لم يستقبل أي هدف في التصفيات، حيث حقق حارس مرمى إيفرتون، جوردان بيكفورد، ست شباك نظيفة.

ولكن عند احتساب المباريات الودية، فقد تلقى المنتخب الإنجليزي صدمة بالخسارة 3-1 أمام السنغال على أرض نوتنغهام فورست في ملعب سيتي غراوند. في الواقع، كانت تلك الخسارة الوحيدة لتوخيل منذ توليه تدريب المنتخب، والمرة الوحيدة التي استقبل فيها فريقه أهدافاً.

جمع المنتخب الإنجليزي العلامة الكاملة بـ18 نقطة من أصل 18 ممكنة، مع فارق أهداف يبلغ 18 أيضاً، مما يعني أنه سجّل 18 هدفاً. وكان مهاجم بايرن ميونخ، هاري كين، هو الهداف برصيد ستة أهداف.

وفي آخر مبارياته، سحق منتخب إنجلترا لاتفيا بنتيجة 5-0 خارج أرضه في ريغا، ليحجز مقعده في كأس العالم 2026، كأول منتخب أوروبي يتأهل.

أما بالنسبة للزوار، فقد كان دراغان ستويكوفيتش هو من قاد صربيا في الخسارة 5-0 أمام إنجلترا في 9 سبتمبر، لكنه استقال بعد المباراة التالية عقب الخسارة 1-0 أمام ألبانيا، ما أدى إلى تراجع آمال التأهل.

على الرغم من الفوز 3-1 على أندورا تحت قيادة المدرب المؤقت زوران ميركوفيتش، فإن الاتحاد الصربي لم ير فيه خياراً دائماً، فعين فيليكو باونوفيتش مدرباً للمنتخب في 30 أكتوبر.

يُعتبر باونوفيتش اسماً معروفاً في صربيا، فقد قاد المنتخب إلى الفوز بكأس العالم تحت 20 عاماً 2015، لكنه الآن يواجه اختباراً أكبر بقيادته المنتخب الأول لأول مرة ضد إنجلترا.

جمعت صربيا 11 نقطة في ست مباريات (3 فوز، 1 تعادل، 2 خسارة)، لكنها عانت ضد الفرق التي تتصدر المجموعة. فقد لعبت ضد ألبانيا مرتين، انتهتا بالتعادل 0-0 والخسارة 1-0. واليوم، يملك باونوفيتش فرصة لإرسال رسالة قوية في مباراته الأولى.

التشكيل المتوقع

إنجلترا (4-2-3-1): بيكفورد، جيمس، كونسا، بيرن، سبنس، أندرسون، رايس، ساكا، بيلينغهام، راشفورد، كين

صربيا (4-2-3-1): بتروفيتش، ميموفيتش، ميلينكوفيتش، بافلوفيتش، تيرزيتش، إيليتش، لوكيتش، زيفكوفيتش، ساماردزيتش، كوستيتش، فلاهوفيتش

أكد توماس توخيل بشكل واضح نهجه الصارم في اختيار تشكيلته، مشدداً على أن الاستمرارية والجاهزية عاملان أساسيان، وذلك بعد الأسئلة حول استبعاد مايلز لويس-سكيلّي.

عاد جود بيلينغهام، فيل فودين، وآدم وارتون إلى الفريق باستحقاق، مع تقديمهم مستويات مميزة قبل التوقف الدولي. كما تم استدعاء جاريرل كوانساه ونيكو أوريلي مجدداً، إضافة إلى انضمام لاعب بورنموث الشاب أليكس سكوت لأول مرة.

وقد ظهرت مشاكل الإصابات بالفعل، حيث اضطر كل من نيك بوب وأنطوني غوردون من نيوكاسل للانسحاب، فاستدعى توخيل جيمس ترافورد من مانشستر سيتي وتريفور تشالوباه من تشيلسي. كما يتم تقييم حالة مارك غيهي من كريستال بالاس بسبب “كدمة عظمية قوية” اضطرته لاستخدام العكازات.

أما بالنسبة لباونوفيتش، فقد شهدت قائمته الأولى وجود لاعبين سبق له تدريبهم في مونديال الشباب، مثل ميلوش فيليكوفيتش، ماركو غرويتش، وأندريا زيفكوفيتش.

ما يميز المنتخب الصربي الحالي عن فريق ستويكوفيتش السابق هو نظام اللعب، إذ يعتمد باونوفيتش غالباً على دفاع رباعي، كما فعل في أوفييدو، بنظام 4-2-3-1 أو 4-3-3 أو 4-4-2، بينما فضّل ستويكوفيتش اللعب بثلاثي دفاع.

ومن المحتمل أن يعتمد باونوفيتش على 4-2-3-1 لتحقيق توازن دفاعي أفضل، مع منح حرية هجومية أكبر لساماردزيتش وزيفكوفيتش وكوستيتش.

ولسوء الحظ، تفتقد صربيا هدافها التاريخي ألكسندر ميتروفيتش، لذلك سيقود دوشان فلاهوفيتش خط الهجوم، وستكون مباراة مهمة له وسط شائعات الانتقال في يناير.

التوقع

إنجلترا 2-1 صربيا

هذه مناسبة كبيرة لكلا المدربين؛ توخيل سيبحث عن مواصلة الانتصارات والسجل الدفاعي المثالي، أما باونوفيتش فسيحتاج إلى تقديم كل ما لديه، وقد يمنح “تأثير المدرب الجديد” المنتخب الصربي دفعة قوية وربما مفاجأة.

Loading…