وولفرهامبتون يُقيل فيتور بيريرا بعد 45 يومًا فقط من توقيعه عقدًا جديدًا لمدة 3 سنوات

وولفرهامبتون يُقيل فيتور بيريرا بعد 45 يومًا فقط من توقيعه عقدًا جديدًا لمدة 3 سنوات

بعد الخسارة 3-0 أمام فولهام على ملعب كرافن كوتيدج يوم السبت، أعلن نادي وولفرهامبتون عن إقالة المدير الفني فيتور بيريرا. ليصبح البرتغالي المدرب الرابع الذي تتم إقالته في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، مع وجود “الذئاب” في المركز الأخير بجدول الترتيب.

المدرب البالغ من العمر 57 عامًا فشل في تحقيق أي فوز في الدوري هذا الموسم، إذ جمع فقط نقطتين من أصل 30 ممكنة عبر تعادلين بنتيجة 1-1 أمام توتنهام وبرايتون.

حتى في المباريات التي كان يجب الفوز بها أمام الفرق الصاعدة حديثًا مثل ليدز يونايتد، بيرنلي وسندرلاند، خسر فريقه جميعها. ورغم أن وولفرهامبتون فاز على إيفرتون ووست هام في كأس الرابطة الإنجليزية، إلا أن مشواره انتهى بخسارة 4-3 أمام تشيلسي.

ورغم أن الإقالة لم تكن مفاجئة نظرًا للمطالبات المتكررة من الجماهير والمحللين بمراجعة وضعه، إلا أن الغرابة جاءت من أن بيريرا كان قد وقّع عقدًا جديدًا لمدة ثلاث سنوات في 18 سبتمبر، رغم أن الفريق كان متذيلاً للترتيب في ذلك الوقت.

وبعد مرور 45 يومًا فقط، أعلن وولفرهامبتون رسميًا عن رحيله، وجاء في بيان رئيس النادي التنفيذي جيف شي:

"عمل فيتور وفريقه بجد من أجل وولفرهامبتون وساعدونا خلال فترة صعبة في الموسم الماضي، ونحن نُكنّ له كل الشكر والتقدير.
للأسف، بداية هذا الموسم كانت مخيبة للآمال، ورغم رغبتنا في منحه الوقت لتحسين النتائج، وصلنا إلى نقطة لا بد من التغيير.
نشكر فيتور وطاقمه على جهودهم ونتمنى لهم الأفضل في المستقبل."

ما حدث خلال الـ45 يومًا الماضية

vítor pereira past 45 days

عند توقيعه العقد الجديد في 18 سبتمبر، شدد بيريرا على أهمية "الوحدة" بين الجميع، ووعد بتحسين الأداء “بطموح يجعل الجماهير فخورة بالفريق على أرض الملعب”.
العقد الجديد جاء بعد خسارة 1-0 أمام نيوكاسل يونايتد في سانت جيمس بارك، وما تلا ذلك كان فوضويًا.

بدأت السلسلة بخسارة 3-1 أمام ليدز يونايتد على ملعب مولينو، ثم فوز في كأس الرابطة على إيفرتون (2-0)، ثم تعادلان متتاليان أمام توتنهام وبرايتون، قبل أن تأتي أربع هزائم متتالية أمام سندرلاند، بيرنلي، فولهام في الدوري، وتشيلسي في الكأس.

اللحظة الحاسمة كانت عقب الخسارة 3-2 أمام بيرنلي على أرضهم، حيث اشتبك بيريرا وعدد من اللاعبين مع الجماهير بعد صافرة النهاية، إثر هتافات “سيتم إقالتك في الصباح!”.
تم سحب بيريرا والمهاجم يورغن ستراند لارسن بعيدًا عن المشجعين من قبل زملائهم وأفراد الطاقم الفني.

وفي مقابلة بعد المباراة، بدا بيريرا أكثر هدوءًا مؤكدًا على ضرورة أن “يقاتل الجميع داخل النادي وخارجه بروح واحدة”، لكن مثل هذه المواجهات بين المدرب والجماهير عادةً ما تنتهي بالإقالة.

بعد تلك المباراة، واجه وولفرهامبتون تشيلسي في كأس الرابطة، وكان متأخرًا 3-0 في الشوط الأول قبل أن يقدم عرضًا مثيرًا وينتهي اللقاء 4-3 لصالح البلوز، ما أعطى بعض الأمل قبل مواجهة فولهام في الدوري.

لكن ما كان آخر مباراة لبيريرا، انتهت بخسارة 3-0 تخللها بطاقة حمراء مبكرة لأغبادو وهدف عكسي من البديل يرسون موسكيرا ليكمل الصورة الكارثية.

هل بيريرا هو المسؤول الوحيد؟

vítor pereira blame

رغم سهولة توجيه اللوم لفيتور بيريرا على سوء الأداء والنتائج، إلا أن هناك علامات استفهام كبيرة حول سياسة التعاقدات في النادي.

فقد خسر وولفرهامبتون لاعبين أساسيين مثل ماتيوس كونيا، ريان آيت-نوري، ونيلسون سيميدو، ولم يتم تعويضهم بصفقات بنفس الجودة.
نعم، أنفق النادي أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني هذا الموسم، لكن اللاعبين الجدد لم يرتقوا إلى مستوى الدوري الإنجليزي أو سابقيهم.

الاحتفاظ بالمهاجم يورغن ستراند لارسن بعد فترة الإعارة كان خطوة جيدة، خاصة بعد تسجيله 14 هدفًا في الموسم الماضي.
لكن الصفقات الهجومية الأخرى مثل فير لوبيز، تولو أروكوداري، وخون أرياس فشلت في ترك أي بصمة، في حين قدم المدافع لاديسلاف كريتشي بعض المرونة في أدواره، بينما عانى الظهيران جاكسون تشاتشوا وديفيد مولر وولفه من تذبذب في المستوى.

الانتقادات الأبرز طالت اختيارات بيريرا التكتيكية وتنظيمه الدفاعي. فالفريق الذي تألق الموسم الماضي بوجود الثنائي جواو غوميش وأندريه في خط الوسط، لم يُشركهما هذا الموسم معًا في المحور المزدوج. وبدلاً من ذلك، اعتمد على مونيتسي وكريتشي وبيليغارد، ما أضعف الفريق تكتيكيًا.

دفاعيًا، كان وولفرهامبتون الأسوأ في الدوري حتى الآن، حيث تلقى 22 هدفًا، أي بمعدل 2.2 هدف في المباراة الواحدة، وهي أرقام تهدد بالهبوط.
في هذا الجانب، يتحمل بيريرا مسؤولية كبيرة لعدم تحسين التنظيم الدفاعي وإيجاد حلول للثغرات.

ما التالي لوولفرهامبتون؟

potential wolves managers

إنها نهاية حزينة لمسيرة بيريرا الذي كان يومًا ما يُلقب بـ “منقذ وولفرهامبتون”، واشتهر بتفاعله مع الجماهير، حتى أنه تبنّى شعار “النقاط أولاً، ثم الجعة!”.

لكن الآن يجب طي الصفحة سريعًا، فالنادي بحاجة ماسة لتعيين مدرب جديد يعيد الاستقرار للفريق بعد بداية كارثية للموسم.

يواجه وولفرهامبتون تشيلسي يوم السبت، ثم يدخل فترة توقف دولية لمدة أسبوعين، قبل عودة الدوري في 22 نوفمبر.
وهذه الفترة تُعد مثالية للمدرب الجديد للعمل مع الفريق قبل مواجهة كريستال بالاس القادمة.

أما عن المرشحين لخلافة بيريرا، فتشير التوقعات إلى أن غاري أونيل (المدرب السابق للفريق) هو الأوفر حظًا، يليه روب إدواردز (مدرب ميدلزبره الحالي)، كما تشمل القائمة أسماء مثل:
بريندان رودجرز، إيريك تن هاغ، روي بورغيس، مايكل كاريك، وأولي غونار سولشاير.

وإلى أن يتم تعيين البديل الجديد، سيبقى وولفرهامبتون في وضع حرج يحتاج إلى إعادة بناء فورية قبل فوات الأوان.

Loading…